بعد مائة عام من النسيان، قررت مدينة بلفاست الألندية أن تجعل من "تايتانيك" السفينة التاريخية التي بنيت فيها، رمزاً لها ولماضيها الصناعي المجيد، فجاء افتتاح متحف كبير مخصص للسفينة الأسطورة، ليمثل عودة رمزية للسفينة إلى مدينة بلفاست، حيث بنيت قبل قرن من الزمان، على أمل أن تستحيل نقمة الغرق نعمة وتجددا على هذه المدينة في إيرلندا الشمالية. وقال تيم هازباندز، مدير المركز أن "تاريخ السفينة يعتبر فاجعة حقيقية، لكن "تايتانيك" بحد ذاتها شكلت رمزا للقطاع الصناعي في تلك الفترة الزمنية". وقد شيد مبنى المتحف الضخم في المنطقة المقفرة التي كانت تبنى فيها السفن في ما مضى، فأتى على شكل نجمة مؤلفة من أربعة أطراف تشبه مقدمة السفينة التي غرقت في 15 أبريل 1912 خلال رحلتها الأولى التي انطلقت من ساوثمبتون (جنوب إنكلترا) باتجاه نيويورك. ويخصص هذا المتحف الذي يتألف من تسع صالات عرض تفاعلية، قسما كبيرا لورش بناء السفن في بلفاست حيث استغرق بناء السفينة ثلاث سنوات وتصميمها من الداخل عشرة أشهر. وفي صالة العرض المخصصة لحادثة الغرق التي أودت بحياة 1514 شخصا من أصل 2224 راكبا، تنخفض الحرارة فجأة. ويتمكن الزائر بواسطة صور متحركة ثلاثية الأبعاد من "السفر" على متن السفينة والتنقل من الحجرة المخصصة للمولدات إلى سطح المركب المخصص لركاب الدرجة الاولى. ويرفض مصممو هذا المركز أن يشار إليه بمصطلح "متحف"، باعتبار إن ما من واجهات تعرض تحفا أثرية. فالأغراض جميعها جديدة وهي نسخة طبق الأصل عن تلك التي كانت في السفينة، من الأثاث إلى أدوات المائدة. ومن شأن التأثيرات الخاصة والتجارب بالأبعاد الثلاثية أن تسمح للزائر بالعودة في التاريخ.